البدايه في علم الصرف

الحمدُ لله مُصرِّفِ الآياتِ ومُفَضِّلِ المؤمنينَ بميزانِ الطاعاتِ، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمدٍ الآمرِ بالمعروفِ والناهِي عن المنكرِ، مَنِ اشتُقَّ اسمُهُ مِنَ الحمدِ ليُحْمَدَ يومَ الفزعِ الأكبرِ، وعلى آلهِ الطاهِرينَ المطهَّرِينَ مِنْ عِلَلِ النقصِ والتقصيرِ وعلى أصحابهِ المتقينَ المنزَّهينَ مِنْ كُلِّ تصغيرٍ وتكسيرٍ وعلى أتباعهِ المنْتَسِبينَ إلى شريعتِهِ المُتَشبهينَ بصفاتِهِ.
أما بعدُ:
فعلمُ الصَّرْفِ هو أُمُّ العلومِ، فإذا كان الكائنُ الحيُّ لا يتحقَّقُ وجودُهُ إلا بأُمٍّ تَلِدُهُ بعد أن يتكوَّنَ جسمُهُ في رَحِمها فكذلك العلومُ لا وجودَ لذاتِها إلا بالصَّرْفِ الذي تُولَدُ منه الكلماتُ وفي رَحِمِهِ تتكون المفردةُ العربيةُ التي تتألفُ منها الجملُ، وبالجملِ تُصاغُ العلومُ، وهو إحدى دعائم الأدبِ، وبه تُعرفُ سَعَةُ كلامِ العربِ.
والقواعدُ الصَّرْفِيةُ ليست مجرَّدَ معلوماتٍ تُفهمُ وتُحفظُ، ولكنَّها وسيلةٌ إلى غايةٍ، فهي وسيلةٌ إلى استقامةِ اللسانِ على أساليبَ معينةٍ، وأنماطٍ من النطقِ خاصة، بغيةَ فَهْمِ القرآنِ الكريمِ، والحديثِ النبويِّ فَهْمًا صحيحًا، والوقوفِ على أسرارهِمِا.
لذا أقدمُ هذه الدروسَ الصرفيةَ تقديمًا فيه يسرٌ وسهولةٌ بلُغةٍ واضحةٍ حديثةٍ معاصرةٍ قريبةٍ إلى قلبِ طالبِنا؛ لتأخذَ من قلبِهِ مكانًا ومن فكرِهِ حيزًا.
واللهَ وحدَهُ أسألُ التوفيقَ والهدايةَ والرشادَ، وصلى اللهُ على نبينا محمدٍ وآلهِ وصحبِهِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا.